27/05/2023
إن الأهواء والشهوات التي تسيطر على الكل تعطل التفكير وتصنع مناخًا عامًا من الغفلة واقتناعًا وقتيًا بأن هذه الدنيا هي كل شي ! ..
ويظل الكل سادرا في الغفلة حتى تأتي لحظة الموت ..
ولا تعود هناك رجعة ..
وما أقرب ذلك الموت منا جميعًا !! ..
وما أشبه الزمن بوهم ..
الماضي فيه عدم والمستقبل خيال والحاضر مجرد خيط مفترض بين الوهمين .. وحركتنا عبر هذا الخيط هي أسرع مما نتصور فما تلبث سنوات العمر أن تصبح ماضيًا معدومًا وما تبقي لنا من أيام العمر مستقبلًا موهومًا ..
ثم يفاجئنا الموت ولا يبقى شيء يقال ..
هلا دعا كل منكم نفسه لوقفة تأمل قبل أن يرفع يده ليرتكب جريمة أو يقسو على إنسان أو يختلس أو يسرق أو يأكل مال يتيم أو يظلم أرملة أو يشهد زورًا أو يقتل بريئًا ..
هلا نظر كل منكم إلى أبعد من أنفه واستشرف إلى أبعد من مواقع قدميه وتخطی مصلحته وتجاوز لحظته ؟! ..
وأتوجه بهذا للكبار قبل الصغار ..
وأرجو أن يترجم عني هذا الرجاء بكل اللغات إلى الآحاد الذين يحكمون العالم ويتربعون على مصائر الملايين ويتصرف كل منهم وكأنه الرافع الخافض والمعز المذل والمحيي المميت .. لعله يتوقف هو الآخر لحظة ويفكر هنیهة قبل أن تُسحب منه صلاحيات التصريف ويصبح أثرًا بعد عين وهيكلًا لشيئ تحت التراب ! .
من كتاب (الإسلام في خندق)
د.مصطفى محمود
🇵🇸