06/07/2023
في بداية القرن التاسع عشر وبالتحديد سنة 1837 اكتشف الكولونيل الانجليزي هاوارد فيز رسما غريبا في الهرم الاكبر في مكان يصعب الوصول اليه بسهولة، الرسم كان عبارة عن رسم يدوي لاسم الملك خوفو، ومن حينها كان هذا الرسم الدليل الوحيد ان الذي بنى الاهرامات هو الملك خوفو وابناءه وتم تسجيل هذا بشكل رسمي في كل الابحاث والمناهج والكتب والمتاحف، وبعد مرور أكثر من 170 سنة وبالتحديد سنة 2014، قام عالمان المانيان بزيارة الهرم الاكبر وقاموا باخد عينة من الرسم وبعد عودتهم لمختبراتهم اكتشفا ان الرسم مزيف اي انه حديث الكتابة، والملك خوفو لا يوجد اصلا في سجل الملوك المصريين في المنحوتات وهو مشكوك في وجوده، وهكذا أصبح باني الاهرامات لغزا لدى الجميع خصوصا وانها لا تحتوي على اي دليل على من يكون الباني الحقيقي.
في كتاب فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم قال في زمان شداد بن عاد بنيت الاهرام ولم اجد عند احد من اهل المعرفة من اهل مصر في الاهرام خبر يثبت وما احسب الاهرام الا بنيت قبل الطوفان لانها لو بنيت بعد الطوفان لكان علمها عند الناس، وقال تقي الدين المقريزي في خططه والمسعودي في مروج الذهب ان الذي بنى الاهرام هو الملك سوريد وهو احد ملوك مصر قبل الطوفان، وفي كتاب كنوز الدرر وجامع الغرر قال ابي بكر الداوودي ان الملك سوريد كان من ملوك مصر قبل ثلاثمئة سنة من الطوفان و في احد الايام حلم هذا الملك حلما غريبا بان الارض انقلبت باهلها وان الكواكب تتساقط وتتصادم باصوات مرعبة وتخطف الناس وترميهم بين جبلين عظيمين فانتبه الملك مذعورا وجمع المفسرين من كل مكان ففسروا الحلم ان هناك طوفان سيغرق مصر بعد ثلائمئة سنة فامرهم ان يبنوا بناء عظيما يحفظ اسرارهم وعلومهم وكنوزهم فبنوا الاهرام.
وفي ظل حيرة الناس بمن بنى الاهرام ظهر الفيلم الماسوني الشهير المسمى الماعز الاليف وفي اخر مشاهد الفيلم يعرض نهاية الاهرام عن طريق سقوط نار عليها فتتدمر بعد ظهور الدجال، لكن الغريب ان في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور لمحمد بن ياسر الحنفي قال قصة غريبة جدا وقد حكى نفس القصة سبط ابن الجوزي في كتابه مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، قال لما ملك احمد بن طولون مصر حفر على احد ابواب الهرم فوجد قطعة من المرجان كتب عليها ابيات شعر من اليونانية القديمة فاتى بالمترجمين فوجدوا ان كاتب الابيات يقول :
أنا باني الأهرام في مصر كلها ... ومالكها قِدمًا بها والمقدَّمُ
تركتُ بها آثار عِلْمي وحكمتي ... على الدهر لا تبلى، ولا تتثلَّمُ٤
وفيها كنوزٌ جمةٌ وعجائب ... وللدهر لينٌ مرة، وتهجُّمُ
وفيها علومي كلها غير أنني ... أرى قبل هذا أن أموتَ فتُعلمُ
ستُفتح أقفالي، وتبدو عجائبي ... وفي ليلةٍ في آخر الدهر تنجُمُ٥
ثمانٍ وتسعٌ واثنتان وأربع ... وسبعون من بعد المئين، فتسلمُ
ومن بعد هذا جزء تسعين برهة ... وتُلقي البرابي صخرَها، وتهدَّم
تدبَّر فعالي في صخور قطعتها ... ستبقى، وأفنَى قبلها، ثم تُعدَمُ
فكاتب الابيات يقول ان الأهرام ستنتهي بعد عدد السنين الذي ذكره بالابيات فجمع أحمد بن طولون الحكماء وأمرهم بحساب هذه المدة، فلم يقدروا على تحقيق ذلك، فيئس من فتحها, وقد يقال انه يقصد انه في اخر الزمان ستفتح الاهرام وتكشف العجائب وبعد ذلك ستنجم اي انها ستطرق بشدة كما يطرق الوتد بالمنجم حسب قاموس المعاني يعني بشيء ضخم يصطدم بها وهو النيزك حسب زعمهم وتكلم انه سيحصل باخر الزمان، وفي اخر الكلام لا نقول الا انه لا يعلم الغيب الا الله وان لا شيء بهذه الارض يخرج عن مشيئته.