رحلة إلى جزيرة هيسا

نبحـــــر في هـــــذا اليـــــوم صــــــوب جــــــزيـــرة من جـــزر النوبـة

الحـــالمـــة ونطــــــوي النيــــل ميـــل وراء ميـــــل لنصـــــــل إلـــي

جــــــــزيــــرة هيــســــــــــا .

تختلـــــف جزيرة هيسا عن غيرهــا من جزر هـــذا الأرخبيــــل الحالم

أذا ليس بها إلا القليل من النقوش برغم كونها تحمل أهمية خـــاصــة

فيمـــا مضـــيء لأنهـــا كـــانت مــــدافن الكهنـــــة والكاهنات الذين

كا

نوا يعملون فـــي جزيرة فيـــــلة ، وتتميـــــز هـــذه الجــــزيرة بالقمم

الصخــرية العاليـــة قبل الدخول إلــى داخــــل القرية بجانب النهـــــر .


تعرضت الجزيرة لعمليات نهب كبيرة من قبل بعض علماء الأثار وســــارقي

الأثار القديمة في السابق ، لذا فقدنا حقيبة كاملة ومهمة في تاريخ النوبة

وحضارتها ، لكونها منطقة جذابة وحيوية في شريان النيل منذ قديم الزمان .


يـــــوجد في الشاطيء الشرقي للجزيرة صخرة منقوش عليها صـــــــورة

الملك ( مــــرنــرع ) أحـــــد ملوك الأسرة السادسة وهو يستند عصــــاه

بينمـــا يتدلــى من خلفه في أسفل الصورة ذيـــــل أســــــــد رمــــــــــز

الملكــــية ومن خلف الملك يقف الآلــــه ( خــــــــنوم ) وأمام الملك يقف

زعمــــاء النــــوبة الســـفلي يقدمون فروض الطاعة وكتب أعلي الصورة

العبــــــارة التــــاليـــة :------------------


( ملك مصر العليا والسفلى ( مـــرنـــرع محبوب خنــــوم إلـــه الشــــــلال

السنة الخامسة الشهر الثانى من الفصل الثالث اليوم 28 ( حوالــــــى

سنة 2280 . قبل الميلاد ) وصول الملك نفسه وهو واقف خلف التل بينما

زعمــــاء المـــازوي واليرثت وواوات يقفــــــــــــون أمــامه ويثنــــــون

عليــه ثنـــــــاءاً عظيمـــاً ) .

من الواضح أن ملوك الأسرة السادسة أحتفظوا بسلطانهم علي هذا

الجزء من بــــلاد النوبة ويحصـــــلون على الموارد الطبيعية للبـــــــلاد ،

وخاصة مواد البناء من الأحجار والأخشاب ويتضح هذا من السجلات

التــي خلفها لنا بعض الموظفين أنفسهم وكان أحد هؤلاء يـــــدعـــى

( أوى ) عينـــه ( مـــرنــرع ) حاكماً علي جنوب مصر وأسند اليــــه

حملة إلي محاجر الجرينت عند الشلال الأول لاحضـــــار بعض الأحجار

وأســـــتخدمهـا في بنـــاء الهـــرم المـــلكى المقام في ســــــــقارة ،

وتم الكشف عن مقبرة ( أوى ) في القرن التاسع عشر في مدينــــة

( أبيــدوس ) في مصر الوسطى وقد كتب ( أوى ) قصــــــة حيـــاتـــه

بنفســــه ونقشـــه علي الجـــــدران ( حينمـــا كنت أباشر وظيفة حامل

مسند الأقدام وحامل الصندل في القصر جعلنــــي ملك مصـــر العليا

والسفلى ( مـــرنـــرع ) مليـــكي الخالد أبد الـــدهــر أميـــراً وحـــاكما

على الجنوب إذا أنــى كنت مقـــرباً إلى قلب جلالتـــه وكنت أتمتـــع

بالخطوة لدي جـلالتــه ولان جــلالتــه كان يحبـــــنى ) ويواصــــــل

( أوى ) الحـــــديث مرة أخـــــري ( أرســــــلنـى جـــلالتــه إلــــي

أبـــحت IBHET وهو محجر بجوار أسوان لأحضــــار التابوت المسمى

صندوق الحياة مع الغطاء وحجر الــذروة الرائــع النفيــس للهرم المسمى

( مـــرنـــرع ) يضــــيء وهو جميل وهـــــو للمـــلكــــة ) ، ثـــم يـــروي

( أوى ) حديثه وكيفية إرساله إلي جزيرة ( الفنتــين ) لأحضــــار بوابات

من الجراينت ومـــوائـــد للقرابيـن أضعــها في الغرفة العليا من الهرم

وكيف أبحر البحر في صحبة 6 قوارب شحن وثلاث قوارب ملحفة

وسفينة أخري ثم سفينة حربية واحدة ولم يحدث أن قــام أحـــــــد

بزيارة ( أبــحت والفنتين) من قبل في عصر أي ملك من الملــــوك

يصحبة سفينة حربية واحدة، بعث بي جلالته لكى أقوم بحفر خمس

قنوات في الجنوب ولكي أبنــــى ثلاثة قــــــوارب للشـــحن وأربعــة

قوارب ملحقـــــة من خشـــب الســـنط المتــــوفر في الواوات وقام

زعمــــاء لأيرثت وواوات ويام ومازوى بتحضير الأخشاب لها وتــــم

إنجـــاز العمل كلــه خلال سنة واحــــــدة ودشـــنت القوارب وحملتها

بكتـــل ضخمـــة من الجراينت لبناء الهرم المسمى ( مـــرنـــــرع )

يضـــيء وهو جميل .

لقد كنت محبـــــوباً لدي أبـى ومرض علي من أمــى الأبن البــــكر

مبعــث الســـــرور في نفس أخــــوتـى الأمير الحاكم الحقيقى

للجنـــوب ذوي الخـــطوة ( أوزيــــرس -- أونـــى )

وقد عثـــــر عالم الأثار ( مــــريــت ) علي تــابوت صنـــدوق الأحيــــاء

وهــــو أســم غـــريب ولكنــــه أســـم طبيعي تمـــاماً لـــــــدي

القـــــدماء .