11/06/2021
كلمة خان
هي كلمه أعجميه تركيه تدل على الفندق, وهي محل نزول المسافرين . يمكن التمييز بين نوعين من الخانات ,خانات داخل المدينة والتجمعات السكنية ,والآخر أقيم خارج المدن على طرق السفر .
وفَّرَتْ الخانات على الطرق الحماية والدفاع عن القوافل , مما جعل التجارة تزدهر بشكل منتظم كما وتوفر الطعام والشراب للناس والبهائم على امتداد الطرق التجارية الطويل
5كان الخان في البداية عباره عن ساحة في وسطها بئر ماء ويحيط بها سور عال , ثم تطور الخان ليصبح بناية كبيرة حصينة , يبعد الخان عن الآخر مساحة سير يوم واحد أي مسافة 25-30 كم (سرعة البهائم محمله =3كم في الساعة+8ساعات =24كم .
يضم الخان مستودعات لحفظ البضائع واسطبلات مختلفة لايواء العربات وأنواع الحيوانات التي لا تتجانس في الزرائب . فالخيول تأنف من روائح الابل . والبغال لا تسكن مع الحمير 10-,وكانت الاسطبلات مجهزة بلوازم اصلاح المركبات ومعدات للعناية بالدواب ورعايتها .والى جانب تلك المرافق والخدمات ,هناك الحوض في وسط الصحن ومشرب البهائم ,الفرن والمصلى , وكذلك الحمام .
يتكون الخان من طابقين عادة ,الطابق الارضي توضع به البهائم , والطابق العلوي ينام أصحاب القوافل ,بني في الخان جامع للصلاة , وحمام , ومخازن للحبوب والعلف .وقد يحيط به سور خارجي مدعم وبوابه مصفحة ضخمة محكمة الاغلاق , له اربعة ابراج للحراسة في كل زاويه برج وفيه من ثلاثة لأربعة جنود .للخان بوابة كبيرة ليتمكن الجمل من الدخول منها مع حمولته وصاحبه راكب على ظهره , أي بعلو 4.5 م تقريبا وعرض 4 م .بالقرب من الخان توجد عادة عين ماء بالاضافة الى آبار التي تجمع مياه الامطار .
ومن الملاحظ أن خانات السهول كانت أوسع من خانات الجبال , كما كانت خانات البلاد الباردة تخلو من الصحن المكشوف ,ولقد أخذت الخانات أجمالا بعد انتشار الاسلام , تصميمين رئيسين, الاول ايراني ,بقاعات متطاولة موازيه للصحن المركزي ولكن ما لبث أن أخذ شكل الأواوين ,أحتلت البوابة في عمارته مركزا على جانب كبير من الاهمية . أما التصميم الثاني فهو بأربعة أضلاع وصحن مركزي تحيط به الأروقة قديم العهد يعرف بالطراز البحر الأوسطي . أما النوع الثاني , خانات المدن التي كانت تشترك مع خانات الطرق في ما تقدم من خدمات , وتضم مرافق وتختلف عنها في أخرى , أضافة الى ما كان يمكن أن تقدمه المدينة بشكل أفضل لزوارها كالحمام , والمسجد , والمطعم وشغل البيطار وغير ذلك من الضروريات والكماليات. كانت وظيفة الخان في المدينة استقبال التجار بشكل عام , من باعة الجملة ومروجي البضائع ومراسلي المستوردين والوسطاء . وفي المكان كان يتم البيع والشراء , وكان المكان
لم يعد لايواء المسافرين بل أستقبالهم ريثما يتمون تجارتهم . وكما كان لكل بضاعة دار صار لها خان يرتبط أسمه بها , وأن لم يرتبط باسم مؤسسه أو مالكه ,فهناك خان الحرير وخان الحبالين في دمشق , وخان الجوخ في استنبول , وخان الخياطين والصابون في طرابلس , وخان الزيت , وخان الحرير في حلب . ومن الناحية الادارية , قد يكون الخان مؤسسه دينيه مرتبطة بوقف يحول ريعه لصيانة مدرسة , أو مسجد أو اطعام مسكين أوفقير,
لم يبق من كل تلك الخانات الا عدد قليل واقتصرت خدماته على استعمال مستودعاته ودكاكينه من قبل مستأجرين , لا تجمعهم الا نادرا تجارة مشتركة أو مهنة واحدة ,وربما سكنت غرفة عائلات فقيرة . مثل خان الباشا في الناصرة الذي يستعمل اليوم كموقف للسيارات في طابقه الاول أما طابقه الثاني يستعمل مكاتب ومحلات للايجار .ففي العصر التركي كان في البلاد أكثر من 60 خان . ومعظمها بني في العصر المملوكي ,في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر , انخفضت أهمية الخانات وأهمل قسم كبير منهم , ولكن الخانات في المدن تمت وازدهرت وتوسعت وأصبحت مراكز تجاريه .
على طريق دمشق القاهرة بنيت الخانات الكثيرة مثل :- خان جسر بنات يعقوب ,خان المينيا , خان التجار ,خان اللجون ,خان أشدود .... .أحيانا نجد خانات متقاربه , ولكن علينا أن نتذكر أن الخانات لم تكن جميعها صالحه للاستعمال في نفس الوقت , بناء الخان تحدده طريق القوافل ولكن موقعه المحدد يتقرر حسب وجود عين ماء ,أو بئر , وأحيانا بالقرب من نهر أو وادي مثل :خان جسر بنات يعقوب على نهر الاردن .وخان المجامع على التقاء نهر اليرموك مع نهر الاردن , بالقرب من بعض الخانات بنيت قلعه للدفاع عن الخان وعن القوافل مثل القلعة بالقرب من خان التجار .