13/09/2023
لمن يستغرب من هشاشة المنازل في الأطلس الكبير..الساكنة ليست وافدة أو مهاجرة..إنهم في أرض توارثوها عن أجدادهم لذلك قد نجد في دوار واحد عائلة ممتدة وهذا ما رفع من حصيلة خسارة الأرواح في نفس العائلة..
منازل ذات طابع بدوي بالطين الأحمر كما اعتاد المغاربة بناء مبانيهم القروية..تلك المباني صمدت لقرون..وقتهم حر الصيف وقر البرد..
لا يعرف روعة تلك المنازل الطينية إلا من قطنها وتشبع برائحة ترابها وسقفها المتميز وألوانها المبهجة..جدرانها تحمل بصمات أصابعهم وأصابع من سبقهوم..أركانها تحتفظ بحكايات تروى من جيل إلى جيل..
لم تخذلهم طيلة حياتهم..حتى جاء هذا الزلزال الذي لم تشهد حدته سابقا المنطقة..
امتصت عنهم جبال الأطلس الشامخة مااستطاعت..تصدعت..تشققت وانهارت بدوي منهزم لتتهاوى معها منازل وأرواح..
هي طبيعة قاسية، لكن الساكنة روضتها..قد يتساءل البعض من يجبرهم على البقاء فيها!! تجبرهم الدماء..يجبرهم التاريخ..يجبرهم الانتماء..ذرات التراب تعرفهم..الجبال اعتادت ممشاهم..ألفت أيديهم التي تزرع الربيع..تشرق لابتسامتهم الخجلى وهي تحتضن الأفق..إنهم سكان الأطلس الشجعان..لذلك هم مرابطون في أرضهم..سيعيدون بناء منازلهم وسيحضنون تراب أرضهم لأنه امتدادهم الشريف..
الكل على قدم وساق لأجل تحقيق ذلك..
بقلم حسنية الدرقاوي