14/11/2020
طغت صورة الحرب في العقدين الأخيرين على الوجه الآخر للسودان، كبلد يمثل وجهة سياحية ساعدته مساحته الكبيرة وتضاريسه، وتاريخه العريق على تنوع بيئاته السياحية. من أهرامات في أقصى الشمال، وحياة برية في الجنوب الشرقي، إلى محمية بحرية ومواقع أثرية للإنسان القديم في شرقه، ومرتفعات جبلية تحاكي مناخ البحر الأبيض المتوسط في غربه. وبرغم قربه من المحيط العربي فإن هذا البلد بعيد عن الأنظار العربية كوجهة سياحية. اخترنا أن نعرّفكم إلى عدد من الوجهات السياحية المميزة في السودان لرحلتكم المقبلة.
سنقنيب (جزيرة الشعب المرجانية)
لمحبي رياضة الغوص، ليس عليكم سوى حزم حقائبكم والتوجه شرقاً إلى ولاية البحر الأحمر، حيث جزيرة سنقنيب المغمورة كلياً بالمياه، والتي تقع على مقربة من مدينة بورتسودان في البحر الأحمر داخل المياه الإقليمية السودانية. سنقيب هي واحدة من أهم المناطق السياحية البحرية في العالم، تتميز بتنوع حيوي فريد، وتزخر بمئات الشُعب المرجانية الملونة، التي يصل عددها إلى 124 نوعاً. وهي الجزيرة الوحيدة في البحر الأحمر التي تكتمل فيها دائرة الشعب المرجانية.
توجد في الجزيرة أيضاً أسماك مختلفة، خصوصاً القرش والأخطبوط والدلفين والحوت أبوعلم النادر والسلاحف البحرية. وتحتوي على طحالب ملونة حمراء وخضراء ولبنية وخضراء مزرقة. وتشمل الجزيرة ثلاث بحيرات، وهي مقصد مفيد لدارسي العلوم البحرية وعلوم الأسماك في العالم.
تذكروا أن الصيد ممنوع في الجزيرة، وإلا عرضت نفسك للمساءلة القانونية، فسنقنيب محمية طبيعية منذ العام 1991.
حديقة الدندر
هي محمية طبيعية على الحدود الجنوبية الشرقية للسودان، على مشارف أثيوبيا. تتميز بتنوع أحيائي هائل من الحيوانات البرية والطيور، وقد سميت هكذا نسبة لمدينة الدندر في ولاية سنار على مساحة تقدر بـ10 آلاف كيلومتر مربع.
تعدّ قبلة لمحبي الحياة البرية، إذ تضم أكثر من 40 نوعاً من الحيوانات البرية و260 نوعاً من الطيور، بينها أنواع نادرة من الصقور الجارحة، والطيور المستوطنة والمهاجرة، والنعام، ونقار الخشب، والغرنوق والبجع الأبيض والأسود، والنمور والضباع، والجاموس الإفريقي ووحيد القرن والأفيال. كما تضم ظبي القصب والبشمات، وظبي الماء، والقرود والغزلان وغيرها من الحيوانات الصغيرة.
كذلك تجدون في المحمية معسكراً سياحياً على ربوة تطل على خور قلقو، وهو بناء من القش مخروطي الشكل. وإذا كنتم من محبي الحياة البرية، فعليكم أخذ حذركم التام في محمية الدندر حتى لا تجدوا أنفسكم في مواجهة أسد أو ل**ة.
آثار النوبة: مملكتا مروي ونبتة وكرمة
وسط صحراء الشمال الناعمة حتى تخوم مصر، تمتد أهرامات ومعابد تعود إلى الحضارة النوبية، منها مملكتا مروي ونبتة وكرمة على الضفة الشرقية للنيل، بين الشلال الخامس والشلال السادس.
تضم الأهرامات رفات ملوك وأمراء ونبلاء حكموا بلاد النوبة على امتداد التاريخ، وقصوراً قديمة مثل معابد الآلهة أمون وإيزيس، ومعبد الشمس. وفي البجراوية، قريتان سياحيتان حول الموقع، وسوق محلية صغيرة تشتهر بالمنتجات التراثية، حيث يمكن للسائح تجربة ركوب الجمال، والعزف على الآلات التقليدية.
النقعة
هي مدينة أثرية سودانية قديمة، كانت إحدى مدن المملكة الكوشية في مروي، وتقع على بعد 150 كلم شمال الخرطوم. تضم معابد تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، والرابع بعده. وتعدّ من أهم المراكز الحضارية في أفريقيا، إذ تحتوي على مدينة سكنية، ومعبد آمون، ومعبد الأسد، والمعبد الروماني، ومعبد الملكة شنكرخيت وفيها مسلة من أجمل نماذج الفن المروي، كتبت على أحد جوانبها كلمات باللغة المروية، ما زالت شفرتها عصية على العلماء حتى الآن.