![لا يختلف أحد على المقومات الهائلة التي يمتلكها السودان في السياحة، فالسودان توجد بشماله الآثار التي تفوق الحضارة المصرية...](https://img3.travelagents10.com/303/062/371372243030624.jpg)
29/09/2014
لا يختلف أحد على المقومات الهائلة التي يمتلكها السودان في السياحة، فالسودان توجد بشماله الآثار التي تفوق الحضارة المصرية قدما وعراقة وعمرا، كما يوجد نهر النيل الذي يشكل بجزره الخلابة وغابات النخيل والمانجو، إضافة إلى الصحراء التي أصبحت من المناطق الجاذبة للسياحة والتي تستهوي الكثيرين خصوصاً الأوربيين والقادمين من المناطق الباردة للاستمتاع بالأجواء الحارة والتشميس والتخييم فيها وفي الوسط توجد السهول والوديان حيث المناظر الخلابة، وسياحة الصيد التي يطلبها الإخوة من الخليج العربي، أما غرب السودان بطبيعته المتنوعة من الصحراء وشبه الصحراء والسافنا الغنية والفقيرة وحتى مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي نجده في منطقة جبل مرة يشكل مناخا جاذبا للسياحة بغرب السودان، أما شرق السودان بسحره وجاذبيته ابتداءً من البحر الأحمر الذي يمتد على آلاف الكيلومترات والجزر المنتشرة فيه وسياحة الغوص التي يتميز بها من خلال وجود أفضل أنواع الشعب المرجانية في العالم والأسماك الملونة، إضافة إلى الجبال والأودية ومدينة سواكن التاريخية تجعل منه أفضل الولايات جذبا للسياحة بالرغم من ذلك نجد السياحة في السودان تتذيل آخر القائمة من اهتمامات الدولة بالرغم من أنها في دول تشكل المورد الرئيسي للعُملات الصعبة، وقد يعادل دورها ما تنتجه الدول البترولية.
لكن مؤخرا أصبحت وزارة السياحة تهتم بتطويرها من خلال الترويج الذي تقوم به من خلال المهرجانات والمعارض العالمية التي تشارك فيها لها باع كبير في السياحة، إضافة إلى الفعاليات العالمية التي كانت تمر مرور الكرام، لكن مؤخرا أصبحت تحتفل بها مثل نظيراتها في العالم ويشهد يوم 27 ديسمبر وهو اليوم العالمي للسياحة الذي تحتفل به كل بلدان العالم لفت انظار العالم لدور السياحة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، ويأتي شعار هذا العام: (السياحة والتنمية المجتمعية).
وشهد فندق السلام روتانا امس انطلاق المؤتمر الصحفي لوزارة السياحة والآثار والحياة البرية للتعريف باليوم العالمي للسياحة، وقال وزير السياحة والآثار والحياة البرية د. محمد عبد الكريم الهد إن الشعار لهذا العام يبرز ما تحمله السياحة من طاقات وإمكانيات لدعم فرص النمو للمجتمعات المحلية حول العالم والدور الذي يطلع به المجتمع المحلي في تعزيز التنمية السياحية المستدامة، وقال إن وزارته قدمت تجارب كثيرة ونفذت مشروعات لتطوير وتنمية المجتمعات المحلية بالتعاون مع المنظمات المانحة ومنها مشروع الأحواض المائية بمحلية الدندر ومشروع ايفاد بمحمية جبل الدائر، تم من خلالها رفع الوعي لهذه المجتمعات المحلية وتدريبها على اهمية السياحة ودورها الاقتصادي، إضافة إلى مشاريع أخرى في مجال التعليم والمياه والصحة إضافة إلى مشاريع لرفع الدخل مثل إنشاء مناحل وتوفير بذور محسنة للزراعة وعمل مشاتل وغابات شعبية كل ذلك افضى إلى ادماج المجتمعات المحلية في إدارة المحميات الطبيعية من خلال تعيين أفراد من المجتمعات في شرطة حماية الحياة البرية والمحافظة على الأشجار وعدم إزالتها.
أما المحميات البحرية فيقول وزير السياحة د. محمد عبد الكريم تم دعم المجتمعات المحلية بقوارب للصيد وتكوين مجمعات استهلاكية لتطوير الأداء اقتصاديا وذلك بمشاركة منظمات الهيئة الإقليمية لتنمية البحر الأحمر وخليج عدن (بيرسيقا) إضافة إلى دعم منظمة الحظائر الأفريقية التي تعتبر كذلك من أفضل الداعمين.
ولمزيد من الاهتمام بالسياحة تم تنظيم مهرجان التراث الثقافي السوداني وذلك لرفع الوعي لدى المواطنين وخاصة الطلاب والشباب بأهمية السياحة من خلال التراث والمحافظة عليه وربطهم بالمتاحف الوطنية لابراز دورها المجتمعي بترقية الإحساس بالثقافة المتحفية المجتمعية إضافة إلى قيام ندوات وورش للبعثات الأثرية العاملة في السودان، إضافة إلى ما قدمته هذه البعثات للمجتمعات الريفية من خلال المشاريع ومنها كهرباء كريمة التي قدمتها البعثة الالمانية في السبعينيات لأهل المنطقة.
وللتعريف بأهمية السياحة والسياحة الداخلية على وجه الخصوص تقوم الوزارة بتنظيم رحلات سياحية لمناطق الآثار في السودان للطلاب والمجموعات للتعريف بها ومن ثم ينشر هؤلاء ما شاهدوه في المجتمع مما يشجع الآخرين على القيام بزيارات مماثلة ومما يقوى على ذلك دخول القطاع الخاص في السياحة بإقامة فنادق ومنتجعات وشاليهات في الأماكن السياحية في شرق السودان وشماله في البركل ونوري وكريمة والكرو وفي محمية الدندر وجبل الدائر ومدينة اركويت السياحية والجزر في البحر الأحمر كل ذلك أصبح يشجع السودانيين على الذهاب إلى تلك الأماكن لقضاء إجازاتهم بدلا عن السفر للخارج وبالتالي تنشيط السياحة المحلية وتوفير العُملات الصعبة.
وزارة السياحة تعمل بجهد كبير من اجل تطوير هذا القطاع المهم الذي يمكن أن يشكل المورد الرئيسي للدولة إذا وجد اهتماما منها بدعم القطاع الخاص وإعفائه من أي رسوم جمركية أو خدمية من اجل مزيد من قيام الفنادق والشاليهات والقطع البحرية والنيلية حتى ينتعش القطاع ووزارة السياحة تقوم بدور كبير من خلال المهرجانات ودعم المشروعات اليدوية والفلكلورية من خلال إقامة معارض لبيعها وعرضها، إضافة إلى الدورات التدريبية وأيضا دورها المهم مع اليونسكو والداعمين في صيانة الآثار وترميمها مع التغيرات التي يشهدها العالم.
كذلك الوزارة تعمل مع شرطة الآثار في حماية الآثار من السرقات واستردادها كذلك من المنقبين عن الذهب الذين يعثرون على كثير من القطع الأثرية، تقوم الوزارة بمنحهم مبالغ مالية ضخمة من اجل الحفاظ عليها وعرضها في المتاحف أما مشاكل استقدام السياح من الخارج فهو يتطلب مجهودا كبيرا من الدولة فالسائح يعاني كثيرا من الإجراءات في المطار وفي الذهاب إلى المناطق السياحية والخدمات بها إضافة إلى عدم وجود (الفيزا كارت) وهو ما يجعل كثير من السياح لا يستطيعون القدوم إلى السودان وحمل أموالهم معهم خوفا من التعرض للسرقة أو الاتلاف لذلك يجب معالجة مثل هذه الاشكاليات حتى نستطيع أن نجذب ملايين السياح إلى السودان وبالتالي مد الاقتصاد بأموال طائلة تعود بالمنفعة على الجميع