04/07/2024
كنيسـة فـرسـان الـهيكـل ... لاستيعـاب 60 رجـلاً فـقـط ... طـرطـوس
قاعة واحدة أخذت الشكل الطولي القوام الأساسي لها، حُصر زوارها والداخلون إليها بالرجال فقط دون النساء، وتمركزت في الجهة الشرقية من مدينة "طرطوس القديمة" التي شهدت لها الحضارات والأمم بتاريخها وعراقتها، واستعملها حوالي /60/ شخصا لنفس السبب الذي بنيت من أجله وهو العبادة واللقاء بين الفرسان في مواعيد محددة ومستمرة، وأطلق عليها البعض اسم "المعبد" والبعض الآخر اسم "كنيسة الفرسان".
«تحتوي مدينة طرطوس القديمة على الكثير من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية التي لا يمكن لأحد من عشاق التاريخ وثقافة الحضارات إلا المبادرة للاطلاع عليها والتعرف على مكانتها واستخداماتها في الحضارات السابقة، وهنا في المدينة القديمة لا بد من التعرف على ما يطلق عليه اسم "كنيسة الفرسان" التي تقع بين بناء "الدونجون" و"القاعة الكبرى"، وكانت بالطبع بحسب أبحاث الباحث الفرنسي "ري" التي أجراها عام /1871/ مكاناً يتردد عليه "الفرسان" بشكل مكثف ومنظم، وهؤلاء "الفرسان" هم الذين وافقوا في عام /1128-1129/ بحسب قوانين الكنيسة التردد والحضور عدة مرات في اليوم لكي يتمموا واجباتهم الدينية كالقداسات والصلوات وذلك وفق أوقات محددة أيضاً وهي في منتصف الليل وفي الصباح وفي الساعة الثالثة وفي الظهر وبعد الظهر وفي المساء».
«تتألف كتلة الكنيسة أو "المعبد" من قاعة واحدة طولانية الشكل طولها /29,40/ مترا وعرضها /14,10/ مترا، وتتمتع هذه الكنيسة بواجهتها الأصلية حتى الآن والتي يصل ارتفاعها حتى /10,70/ أمتار، وقد رممت بوابتها حديثاً عام /1992/ إلا أنها متهدمة السقف».
كان على كل أخ من أفراد "فرسان الهيكل" أن ينتبه كثيراً لأي نقص لديهم، أو لأية لوازم يحتاجها إخوته وشركاؤه، ولقد كان عدد مرتادي الكنيسة الملتزمون بمواعيد زيارتها يبلغ حوالي /60/ فرداً، وهم موجودون في الهيكل كل يوم، وكانت هذه الكنيسة الصغيرة مكونة من أربعة أضلاع لمربع القبة دون محراب، ولكن باتجاه صحيح تحمل القبة أقواساً ذات حروف مائلة على شكل قوس متكامل، ويضيء هذه القبة نوافذ على شكل جديلة زخرفية رائعة الجمال والدقة التشكيلية».
بحسب أبحاث الباحث الفرنسي "ري" فإن للكنيسة قانون يحكمها وعلى الجميع الخضوع له، وهو أنه لم يكن يسمح للنساء بالدخول إلى الكنيسة باعتبارهن خطيرات بسبب مسؤوليتهن عن "الخطيئة الأصلية"، وكان الفرسان الذين على علاقات بهن يحاكمون بشدة، لذا يمكننا أن نتصور ديراً وهو مكان لا يقيم فيه إلا الرجال وهم "الفرسان" ومرافقوهم ومراقبون ومرشدون وخدم، حيث يجب أن يحاول الرهبان أن يبقوا فيه منفصلين عنهم في الرهبنة أو مبنى الإقامة المشترك، وكانوا بحاجة إلى إذن أعلى كي يخرجوا من القلعة عبر بوابة خاصة وهو الباب الأيمن، وعلى العكس كان يمكن أن يطردوا من الأخوية وهي عقوبة يثبتها القانون من أجل هذه "الجريمة الخامسة" كما أسموها».