23/06/2020
"الجامع الاقمر"
أثر رقم: 33
التاريخ:519هـ / 1125م
الموقع:
يقع الجامع الأقمر بالنحاسين على يمين السالك إلى شارع المعز لدين الله بقرب حارة برجوان وجامع السلحدار ، وهو أقدم مابقى من المساجد الصغيرة بالقاهرة.
المنشئ: أنشأه الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله سنه 519هـ / 1125م على يد وزيره محمد بن فاتك المعروف بالمأمون البطائحى ، وقد دون هذا الوزير أسمه مع أسم الخليفة بين الكتابات التاريخية المنقوشه فى أفريز بالخط الكوفى على واجهة المسجد الحجرية ولم يبقى من هذه الواجهة الحجرية الا الجزء الأيسر ، وقد حل محل الجزء الأيمن أحد المنازل المنشأه حديثاً .
الواجهة الخارجية للجامع:
يشتهر هذا الجامع بواجهته الشمالية الفريدة ذات التناسب والتناسق بين الأجزاء المليئة بالزخارف والكتابات الكوفية المتكررة والمفرغة فى الحجر، والمدخل يعلوه شريط كتابى يمتد بعرض الجزء البارز من الواجهة ومنها "بسم الله الرحمن الرحيم" مما أمربعلمه فى مولانا وسيدنا الآمر بأحكام دين الله بن الإمام المستعلى بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وعلى آبائهما الطاهرين وأبنائهما الأكرمين تقربا إلى الله الجواد آمين، كما يعلو باب المدخل أيضا عقد منكسر بوسطه دائرة متحدة المركز تشبه الدينار الفاطمى ويتوسطها كلمتى "محمد وعلى" كما يحيط به كتابات قرآنية نصها "بسم الله الرحمن الرحيم" "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
الجامع من الداخل:
المدخل يقع بوسط الواجهة الرئيسية ويؤدى إلى ممر منكسر ثم صحن المسجد الذى تشرف عليه بائكات بزخارف جصية وآيات من سورة النور ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، وهذه الأروقة مسقوفة بقباب ما عدا البائكة الأخيرة فى رواق القبلة حيث يغطيها سقف حديث من الخشب، والملاحظ أن عقود هذه الأروقه محمولة على أعمدة رخامية ما عدا أركان الصحن حيث يتقدمه عقود محمولة على أكتاف مربعة .
رواق القبلة به المحراب وعلى يمينه المنبر الخشبى وقد جدد كل من المحراب والمنبر على يد الأمير يلبغا السالمى فى عهد السلطان الظاهر برقوق وذلك عام 799هـ - 1396ميلاديه، وقد خدم يلبغا لدى السلطان الظاهر ف*ج بن برقوق وترقى فى المناصب خاصة المتصلة بالخانقاوات فقد كان متصوفا وحسن السيرة ودائم الصيام، وبعد هزيمة السلطان ف*ج بن برقوق أمام تيمور لنك سجن هذا الأمير بالأسكندرية وأخذ الأمير جمال الدين يوسف الأستادار بدفع الأموال لدى الظاهر ف*ج ليقتل يلبغا السالمى فتم له ذلك فخنق فى محبسه وهو صائم.
مما يؤكد التجديدات التى قام بها الأمير يلبغا السالمى تلك اللوحة التى تعلو المحراب والتى توضح تسجيلا لأعمال الترميم التى قام بها هذا الامير مشتملة على المحراب والمنبر والمئذنة أيضا، أما بخصوص المئذنة فيروى لنا المؤرخون أنها هدمت فى عام 815هـ على أيدى الفقهاء القائمين على الجامع بسبب ميل كان بها ثم جددها الأمير يلبغا.
الوصف المعمارى للجامع الأقمر:
تمتد واجهة المسجد الغربية التى حفلت بالعديد من أنواع الزخارف النباتية والهندسية والكتابية بطول 20 متراً، وارتفاع 12 متراً وهى من الحجارة المصقولة وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية ، الجنوبى كان متوارياً خلف منزل حديث وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بنزع ملكيته ، وإعادة بناءه على نمط القسم الشمالى والذى يمتد بطول 6.42م ويزينه دخلة صماء مستطيلة الشكل يعلوها عقد مفصص يزينه صفان من المقرنصات . ويوجد أعلى العقد طاقة مستديرة يكتنفها نافذتان اليسرى منهما على هيئة محراب يرتكز على عمودين ويتدلى من قمته مشكاة تعد أول مثال من نوعه فى عمارة مصر الإسلامية .
أما القسم الأوسط من الواجهة فهو بارز عن سمت الجدران وينقسم إلى ثلاثة أقسام رأسية ، يقع المدخل فى القسم الأوسط وهو عبارة عن فتحة مستطيلة الشكل يعلوها عقد من صنج معشقة نجد نظيراً لها فى بوابتى الفتوح والنصر، ويتوج قمته حنية صماء معقودة بعقد مدبب ، ويضم المدخل زخارف نباتية وكتابات قرآنية بالخط الكوفى .
المراجع:
-محمد عبد الرحمن فهمى، أثار مصر الإسلامية منذ الفتح الإسلامى حتى نهاية دولة الفاطميين وبعض المختارات الفنية من المتحف الإسلامى بالقاهرة.
-أحمد عبد الرازق ، العمارة الإسلامية فى مصر منذ الفتح العربى حتى نهاية العصر المملوكى.
-القاهرة التاريخية، الجمالية، من إصدارات وزارة السياحة المصرية.