05/04/2020
رحلة الي العالم الآخر
في القرن الثالث عشر قبل الميلاد و تحديدا ف عصر الملك رمسيس التاني ، كان عنده ابن اسمه الأمير ساتني خع ام واست ، كان مشهور باهتمامه بترميم الآثار و المعابد و من القصص المشهورة عنه رحلته الي العالم الآخر ، مع ابنه سي اوزير اللي كان ساحر .
و في يوم من الأيام ، كان الأمير ساتني في بيته بيجهز نفسه عشان يحضر احدي الاحتفالات الدينية الكبري ، الأمير ساتني و هو واقف ف غرفته سمع صوت عويل و نحيب ، بص من شباك غرفته و شاف موكب جنائزي شايلين تابوت راجل غني و وراه أسرته و خدم مع اثاث جنائزي فخم ، بعد مرور الموكب ده شاف جثمان راجل فقير ، ملفوف ف حصيرة بسيطة بدون تحنيط أو تابوت أو اثاث جنائزي و لا مشيعين غير اتنين بيحملوه في صمت تام . تعجب الأمير ساتني من حال الرجلين ، لكن ابنه سي أوزير قال لوالده "اتمني مصيرك في الغرب ( العالم الآخر) يكون زي مصير الراجل الفقير ، استعجب الأمير ساتني من كلام ابنه ، فابنه قاله لو تحب ممكن اخليك تشوف مصير الرجلين في العالم الآخر .
فجاءة غاب ساتني عن الوعي و لما فاق لقي غرفته اختفت و لقي نفسه و ابنه في مكان غريب .
سي أوزير قال لوالده انهم اتنقلوا بارواحهم للعالم الآخر ، و هتقدر تعرف أسراره ، هتشوف اوزير جالس علي عرشه ، و المقربين من العرش من ارواح النبلاء و المبجلين ، مشي ساتني مع ابنه و شاف ناس يجدلون أحبال و لما بيخلصوا بتيجي حمير بتقطعها، و يجدلوها تاني و هكذا،و شاف ناس ماشيين علي مهلهم ، فوق رأسهم سلال فيها اكل و شرب ، باصين عليها و مش واخدين بالهم من الحفر و الفخاخ اللي موجودة تحت رجليهم ، و مكملين مشي من غير ما يوصلوا لحاجة ، كمل ساتني مشي مع ابنه و شاف ارواح نبلاء و اقفين في صفوف ع حسب مكانتهم ، و شاف النترو (الكائنات الإلهية ) في مجلس استشاري و قدامهم المساعدين بيقدموا ليهم التقارير اليومية و شاف بعد كدة أوزير جالس علي عرش من الذهب ، علي يساره أنوبيس مرشد الأرواح ، و علي يمينه تحوت رب الحكمة ، و الميزان الذي يوزن به قلوب الناس في منتصف القاعة، أنوبيس يظبط الميزان و تحوت يسجل عملية وزن القلب .
شاف ساتني راجل يرتدي ثوب ملكي مصنوع من الكتان الأبيض ، وسط المقربين من عرش أوزير ، سأله ابنه يا تري تعرف مين الراجل ده ؟ افتكر ساتني ان ده هو الراجل الغني ، لكن ابنه قاله ان ده الراجل الفقير ، جه هنا في قاعة الماعت هو و الراجل الغني و قاموا بوزن قلوبهم ، و كان قلب الراجل الفقير هو الطيب ، و افعاله حسنة، لكن الراجل الغني كانت افعاله سيئة ، فأمر أوزير بنقل متعلقات الراجل الغني و أثاثه الجنائزي إلي الرجل الفقير ، أما الرجل الغني فسوف يحرم من الخلود ، عشان كدة دعا سي أوزير لوالده بمثل مصير الراجل الفقير.
تعجب ساتني من كل اللي شافه في الرحلة دي و طلب من ابنه يفسر له ، ابنه قاله ان الناس اللي بيجدلوا الحبال و الحمير بتقطعها، دول ناس ضيعوا حياتهم في جمع الفلوس ، و الفلوس دي زوجاتهم صرفوها علي أشياء فارغة و هكذا لحد ما عمرهم بيضيع ، و اللي ماشيين فوق رأسهم سلال الأكل ، دول ناس انخدعوا بطول العمر ، و ضيعوا حياتهم و لم يتعلموا حاجة من دروس الحياة اللي اتعرضوا ليها ، فإن من يقدم خيرا أو شرا في الدنيا يلقاه في الغرب ، و عندما انتهوا من حديثهم، صعدوا مرة تانية الي عالم البشر ،و اكتشف ساتني ان ابنه من الأرواح المبجلة و قرأ عليه تعويذة لحمايته . #معلومة في حدوتة #