06/04/2024
اسمي ناجي العلي ، ولدت حيث ولد المسيح ، بين طبرية والناصرة ، في قرية الشجرة بالجليل الشمالي ، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات ، في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان ، أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري ، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً ، لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك.
أرسم .. لا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه ، كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة ، أي قبيلة .. إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود ثقيلة ، ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا.
متهم بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها ، أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم "تحت" .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات ، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها ، ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات ..