26/07/2022
[المُحسِنُ وَالبَابُ وَالإسْقاطُ... بَيْن... الحَقيقَةِ وَالخُرافَةِ وَالسّياسَةِ]:
الحَديثُ طَوِيلٌ عَن [المحسن] بن أميرِ المُؤمنِين (عليه السلام)، فَهوَ بَينَ مَن يُنكِرُ وجودَه أصْلًا، وَبَينَ مَن يَقولُ بِوِلَادَتِه وَوَفَاتِه فِي حَيَاةِ جَدِّهِ رَسولِ الله (عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلَاة وَالسّلام)، فَإثبَاتُ كَونِه سُقْطًا يَحتَاجُ لِلكَثيرِ مِن المَؤونة!! [وَلَا يَثبت]!! وَأكتَفِي بِبَعْضِ الإشَارَات:
أوّلًا ـ [الشّيخُ المُفيد (رض) يُنْكِرُ وجودَ المُحسن]:
أـ الشّيخ المُفِيد (رض) يَتَبَنّى القَولَ بِعَدَمِ وجودِ المُحسن، حَيثُ قَالَ فِي الإرشَاد: {أولادُ أميرِ المُؤمنِينَ (صَلواتُ الله عَليهِ) سَبعَةٌ وَعشرونَ وَلدًا ذَكَرًا وَأُنثَى: الحَسـنُ وَالحُسَـينُ وَزَينَبُ الكُبرَى وَزَينبُ الصُّغرى(أمّ كلْثوم)، أُمّهم فَاطمَةُ البَتولُ سيِّدةُ نسَاءِ العَالَمِينَ(عَلَيهَا السّلام)}!![الإِرشَاد، الشَّيخ المُفِيد، تَحقِيق: مُؤسَسَة آل البَيت لِتَحقِيق التُراث، ج١، ص٣٥٤].
بـ- الوَاضح جِدًّا أنَّ مَبنَى المُفِيد (رض)، النَّافِي لِوجودِ المحسن، يُبطِلُ يَقِينًا دَعوَى الإجمَاع عَلَى وجودِه!!
جـ ـ فِي آخِرِ المَطلَب، وَبَعدَ أن انتَهَى مِن ذِكْرِ جَمِيع أولَادِ أمِيرِ المُؤمنِينَ (عَلَيه السّلام)، قَالَ الشّيخُ المُفِيدُ(رض): {وَفِي الشِّيعَةِ مَن يَذكرُ أنَّ فَاطِمَةَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيها) أسقَطَتْ بَعدَ النّبِيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وَلَدًا ذَكَرًا، كَانَ سَمّاه رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم) مُحسنًا، وَهوَ حَمْل} [الإِرشَاد، ج١، ص٣٥٥]، وَهَذا يؤكّد بُطلانَ ادّعَاء الإجمَاع الشّيعِي عَلَى وجودِ المُحسن!!
د ـ إضَافةً لِنَفْيِ الإجمَاع، فَإنَّ قَولَه {وفي الشِّيعَةِ مَن يَذكرُ..} يَدلّ بِوضوحٍ عَلَى قِلّةِ وَضَعْفِ مَن يَقولُ بِوجودِ المُحسن!! بَل لَـم يَنْسُـبْه إلَى عَالِمٍ، وَلَا يَرتَقِـي أن يَكونَ روَايَة أصلًا!!
هـ ـ بَعدَ أن ثَبَتَ بُطْلَان الإجْمَاع عَلَى وُجودِ المُحسِن..... فَإنّه وَبِالأوْلَوِيّة القَطْعِيّة..... يَثبُتُ بُطلانُ الإجْمَاع عَلَى إسْقَاط المُحسِن!!
وـ الأوْلَى مِن كُلّ ذَلِك..... يَثبُتُ بُطْلانُ الإجْمَاع عَلَى..... إسْقَاطِه فِي حَادِثَةِ بَيْتِ الزّهرَاء (عَلَيها السّلام)!!
ز ـ فِي تَضْعِيفِ وَتَوْهِينِ القَوْلِ والقائلينَ بِوُجودِ المحسن... لَم يَكْتَفِ الشّيْخُ المُفِيدُ بِالقَولِ {وفي الشِّيعَةِ من يَذكرُ}... بَل زَادَ عَلَيه {فَعَلَى قَوْلِ هَذِهِ الطّائِفَةِ} وَهُوَ تَأكِيدٌ عَلَى الضّعْفِ وَالوَهْنِ الّذِي لَا يَرتَقِي لِرَأيٍ مُحتَرَمٍ وَلَا لِرِوَايَةٍ وَلَو ضَعِيفَة تَستَحِقّ الذّكْرَ أو الإشَارَة!!
ح ـ لَقَد نَفَى وُجودَ المُحْسِن مِن الأصْل، قَالَ: {أوْلَادُ أمِيرِ المُؤمنِينَ (صَلواتُ الله عَلَيهِ) سَبعَةٌ وَعشرونَ وَلَدًا ذَكرًا وَأُنثَى...}، لَيْسَ بَيْنَهم المُحسِن.
ط ـ أَكّدَ الشّيخُ المُفيد عَلَى النّفْيِ بِقَوْلِه: {الحَسـنُ وَالحُسَـينُ وَزَينَبُ الكُبرَى وَأمّ كلْثوم، أُمّهم فَاطمَةُ (عَلَيهم السّلام)}، فَلَم يَذكر المُحسِن!!
ي ـ بعْدَ أنْ أعْطَى رَأيَه بِأنَّ الأوْلَاد (27) فَقَط، وَبَعدَ أنْ ذَكَرَ أولَاد فَاطِمَة (عَلَيْهَا السّلام) وَلَيْسَ بَيْنَهم [مُحْسِن]، وَبَعْدَ أنْ ذَكَرَ أسمَاءَ جَمِيع الأوْلَاد وَبَعْضَ مَا يَتَعَلّق بِهم، فَقَد أشَارَ إلَى ضَعْف وَوَهْن المُخَالِف حَيْث قَالَ: {وَفِي الشِّيعَةِ مَن يَذكرُ أنَّ فَاطمَةَ (صَلَوَاتُ الله عَلَيها) أسقَطَتْ بَعْدَ النّبِيّ(صَلَّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلَّم) وَلَداً ذكَراً، كَانَ سَمّاه رَسُولُ اللهِ (عَلَيه وعلى آله الصلاة والسّلام) مُحسنًا، وَهُوَ حَمْلُ، فَعَلَى قَوْلِ هَذهِ الطّائِفَةِ أوْلادُ أَميرِ المُؤمنينَ (عَلَيه السّلام) ثَمَانِيَةٌ وَعشرونَ}[الإِرشَاد، ج١، ص٣٥٥].
ك ـ عَلَى مَبْنَى الشّيْخ المُفِيد بِضَعْفِ وَوَهْنِ القَوْلِ بِوُجودِ المحسن... فَإنّه وَبِالأولَوِيَة القَطعِيّة..... يَثْبتُ ضَعْفُ وَوَهْنُ القَوْلِ بِإسقَاطِ المحسن، سَوَاءٌ كَانَ فِي حَادِثَةِ بَيْتِ الزّهْرَاء (عَلَيها السّلام) أو قَبْلَ ذَلِك.
ل ـ عَلَى مَبْنَى الشّيْخ المُفِيد (رض) فِي نَفْيِ وُجودِ المُحسن..... فَإنّه يَبْطُل وَيَنتَفِي وُجودُ الإسْقَاط لِلْمُحسن، لَا فِي حَادِثَةِ بَيْتِ فَاطِمة (عَلَيْها الصّلاة وَالسّلام) وَلَا قَبْلَ ذَلِك!!..... فَتَكون القضيّةُ مِن السّالِبَةِ بِانْتِفَاءِ مَوضُوعِها!! وَإثَارَة العَوَاطِف بها تَعْنِي التّغْرِيرَ وَالخُرَافَة.
ثَانِيًا: الطّبرسِيّ يُطَابِقُ المُفِيد فِي نَفْيِ وُجودِ المُحسن:
1ـ [الأوْلَاد 27 فقط... لَيْسَ بَيْنَهم (مُحْسِن)]:
أ ـ عَلَى نَفْسِ مَنْهَجِ وَمَبْنَى الشّيخ المُفِيد، سَارَ الشّيخُ الطّبْرسِي فِي نَفْيِ وُجُودِ المُحْسِن مِن الأصْل، قَالَ فِي "إعْلَام الوَرَى": {فِي ذِكْرِ أوْلَادِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ (عليه السلام) وَعَدَدِهم وَأسْمَائِهِم: وَهُم سَبْعَةٌ وَعشرونَ وَلَدًا ذَكرًا وَأُنثَى...} [إعلام الورى، الطبرسي، ج1، ص395]، فَلَم يَذكرْ المُحْسِن!!
بـ- .....يتبع .....يتبع
المُهَنْدِس الصَّرْخِيّ الحَسَنِيّ