27/08/2023
إلى ذلك الحينِ الذي كنتُ فيه بريئا براءة الطُّفولة الندية قبل أن تتلوث مُضغتي و تتكدر فِعالي ، أذكر أني وُهبت يومها عشرة دنانير فخرجت على الدكاكين أبتاع بهن شيئا يسد الرمق ،
فمررتُ غير بعيد عن حينِّا بصندوق كان قد أسند ظهره لجدار المسجد و كان حينها مُخصصا للمتصدقين ، فآثرتُ خمسًا من الدنانير كُنَّ بجعبتي و أسكنْتُهُنَّ فيه ثم ابتعتُ بما بقي شيئا يسيرا ، و عدت أدراجي أَرفُلُ بما قدّمتْ يميني كأنهم سيبنون بهن طابقا ٱخر و لكنه فِعلُ البراءة !
و بينما كنت ألهو مع اقراني شاء القديرُ بعدها أن تستَقِرَّ حجرة في فمي أرسلها أحدهم بغير قصد ، فتهشمت الأسنان من كلا الفكين و سالت الدماء حتى لقد استوى عندي حينها الغداء و العشاء ، فما جانبت الحساء حتى شفيت خشية المضغ و الألمِ !
قصصنا القصص على إمام المسجد فما لبث أن قال : لولا تلكمُ الخمسُ لفقدتَّ إحدى حبيبتيك و لكنه لطفُ اللّه !
عبدو 🙌