المركز التقني للخراطـــــه

العديد من رجال الأعمال اليمنيين عاشوا في ظروف إستثنائيه وحققوا مراكز متقدمه على المستوى الوطني وكان لهم بصماتهم الواضحه على صخره الإقتصاد اليمني المتقلب ومن أبرزهم الرجل العصامي الحاج عبدالرحمن أحمد عبد الوهاب الذبحاني ذو الخبره المتأصله والعقليه الإقتصاديه الفذه
إن سيرة الراحل الذبحاني تعيد على الفور النشاط إلى ذهن المستمع والقاريء وتدخله لعالم واضح بلا مجاملات ورح نشطه رأسمالها الصدق والإخلاص في

العمل
ولد الحاج عبدالرحمن الذبحان
ي في العام 1942م في ذبحان وعاش فيها جزء من طفولته في قريه القحيفه وسط أسره متدينه فكان أبوه فقيه القريه ومعلم القران المتميز
أرسله والده الذي كان في سن متقدمه إلي أحدى المناطق القريبه في بني شيبه لدراسه القران على يد أخيه الأكبر محمد أحمد عبدالوهاب الذي كان أيضا معلم القران الأكثر شهره في بني شيبه وخليفه أبيه في التدريس
أستطاع الطفل ذو التسع سنوات من حفظ القران الكريم خلال عام فقد كان على خلاف أقرانه ذكي ومتنبه لكل شيء مما أكسبه الحب الكبير من أبيه وجميع أفراد أسرته إضافه لما يتمتع به من الحضور الذي حباه به الخالق سبحانه وتعالى والإبتسامه التي لاتفارق محياه في الشده والرخاء جعلت الجميع ينقادون لأفكاره التطلعيه على الرغم من سنه الصغير ومن هنا جاءت موافقه والديه لرغبته الذهاب للعيش مع خاله الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان
وكان في سن الحاديه عشره من عمره قد شد إنتباه حكايات النضال التي يخوضها خاله الفضول في عدن ومايتناقله أهل القريه الذين يعملون هناك وكانوا كثر ويعملون في شتى المجالات السياسيه والتجاريه والمهنيه عن النهضه العمرانيه والإقتصاديه التي تعيشها عدن وبعد موافقه والديه سافر برفقه الحاج أحمد عبدالرحمن مجاهد العم الأصغر لرجل الأعمال الشهير في عدن ردمان سعيد عبدالرحمن الذي أوصله لمنزل خاله الفضول في منطقه الخساف وهناك عاش مع خاله الذي أحتفى به كثيرا لما أدركه من ذكاء أبن أخته وأحلامه المتوقده وأفكاره الجديده والمختلفه عن بقيه أخوانه وأبناء عمومته فقد كان للطفل رؤيه مغايره لبناء الأوطان غير الشعر والسياسه وعندما أخبر الشبل الصغير خاله برغبته في العمل وتعلم قياده السيارات أرسله خاله للعمل في ورشه الرديني المكنيكيه في الشيخ عثمان كصبي متدرب وقد ناسب عمله هواه في إكتشاف عالم السيارات والمعدات فأبحر في هذا المجال وغاص في تفاصيله وبعد إكتسابه لهذه المهاره وإتقان العمل خلال فتره وجيزه دفعته روحه التواقه للتغيير والطموح في مشروعه الحياتي للسفر فتوجه في عام 1960م الى شمال الوطن للعمل كسائق في مدينه ميدي على ساحل البحر الأحمر مع أحد التجار ويدعى الحاج عبدالغني لكن العمل الجديد لم يتناسب مع طموحه فقرر التوجه الى العاصمه صنعاء في العام 1963م وكانت صنعاء قد بدأ يدب فيها النشاط بعد إندلاع ثوره السادس والعشرين من سبتمبر وهناك بدأ بتأسيس مشروعه الخاص فأفتتح أول ورشه له بجانب الإذاعه بعمارة العجمي حيث كان أكثر أحياء العاصمه نشاطا لتواجد الإذاعه ورئاسه الوزراء فيه
ميلاد أول ورشه خراطه في اليمن
,وفي العام 1965م إنتقلت الورشه من جانب رئاسه الوزراء الى الطرف الجنوبي للعاصمه صنعاء في باب اليمن بجانب القبر الأبيض في باب اليمن حيث كانت المنطقه مفتوحه ومناسبه لعمل الورشه ومع حلول العام 1966م أشترى أول مخرطه من مؤسسه جمعان ب30000 ألف ريال وأضافها لورشته فأصبحت أول ورشه خراطه في الجمهوريه العربيه اليمنيه وكان الحاج عبدالرحمن الذبحاني مدرك لأهمية هذا النوع من الأعمال في الصناعه التحويليه عرف بحبه الشديد للعمل فهو الرجل الذي لا ينام ولديه عمل وفي أحد الإيام إفتقده أخاه الذي يصغره بثلاث سنوات لعدم عودته حتى الساعه الواحده وعندما وصل الورشه وجد أخاه منهمكا في إصلاح سيارة أحد الضباط وكان ذالك الضابط صاحب السياره هو أحمد الغشمي والذي أصبح فيما بعد رئيس للجمهوري العربيه اليمنيه واقفا بجانبه وقد عرفه أخوه عزالدين والذي كان أيضا ضابطا في القوات المسلحه
الرياده الدائمه والأفكار السديده
أصبحت المنطقه الموجوده فيها الورشه في باب اليمن قبله لكل من يريد إعاده تأهيل سيارته أو إصلاح معداته حيث بدأ المهندسيين المكنيكيين وورش اللحام بالإنتقال لهذه المنطقه فأصبحت المنطقه التي أختارها الحاج عبدالرحمن تجمعا كبيرا لأصحاب الورش والصناعيين والباحثين عن العمل وأصحاب السيارت والمعدات الراغبيين في إصلاح السيارات والمعدات
وكانت ورشه ناصر للخراطه تقوم بأعمال المكنيكا والخراطه واللحام
مسيره حياة رجل أعمال واقعي
الزياره الاولى لأوربا والخطوات الثابته
بدأ نشاطه الخارجي فعليا العام 1970م فكانت أول زياره له إلى إيطاليا إطلع خلالها على ماتشهده أوربا من تطور في مجال الخراطه والصناعات التحويليه بشكل عام وقام خلال هذه الزياره بشراء بعض المعدات ومواد الخام التي يحتاجها في عمله والتي مثلت نقله نوعيه في أعمال الحاج الذبحاني وإدخاله لهذه الأدوات والمعدات الجديده جعلته الرائد في إستيراد هذه المعدات والعمل عليها في اليمن
ولم تكن الزياره لإيطاليا الوحيده بل تلتها العديد من الرحلات الى إيطاليا ودول أوربيه أخرى رافقه في بعض زيارته صديقه المقرب ورجل الأعمال صالح الراعبي
ميلاد أول قسم كرينات في اليمن
وفي العام 1978م أفتتح بجانب الورشه علي قطعه أرض يمتلكها قسم الكرينات وكان الحاج أول من أدخل مكائن خراطه الكرينات وأنشاء قسم مستقل لخراطه الكرينات في اليمن وقد عرف الحاج عبدالرحمن الذبحاني بحبه الشديد للعمل وتقديسه ولكن بشروط المبنيه على الإحتراف والتخصص
نقطه التحول الكبيره في مسيره أعمال ناصر
في العام 1980م بدأ الذبحاني الإستيراد بكميات تجاريه للمعدات والألات ومعدات الورش والمخارط والمواد الخام من حديد ونحاس وبرونز ولحام وكل مايتعلق بأعمال ورش الخراطه والبيع عبر أول معرض لبيع الألات ومعدات الورش والمواد الخام الخاصه بالصناعات التحويليه في اليمن والذي كان نواه لمجموعه معارض الذبحاني للتجاره العامه
المركز التدريبي الأول للعمال في الورش الجديده
إن علاقه الذبحاني لاتنتهي مع إنتهاء عمليه البيع بل كان حريصا على إعطاء أعلا مستوى لخدمات مابعد البيع والتدريب لألات لم تعرفه البلد من قبل وكانت الورشه مهوى أفئده وعقول المهندسين وأصحاب رؤوس الأموال الذين يريدون عمل مشاريع مشابهه فكان أي واحد منهم يرغب في إفتتاح ورشه خراطه أو مكنيك لا بد أن يرجع لإستشاره الحاج عبدالرحمن فقد كان المرجعيه الأولى لأرباب هذه المهنه بالإضافه لكونه المصدر الذي يشترون منه المعدات والمخارط وقطع الغيار والمركز الأول لتدريب الفنيين في الورش الجديده

البعد القومي عند الحاج عبدالرحمن الذبحاني
أشتهر الحاج عبدالرحمن الذبحاني بأسم ناصر من شهرة ورشته وما لايعرفه الكثير عن هذه الشخصيه القوميه الصادقه النقيه
فعلى الرغم من حبه الشديد لعمله إلا أنه كان صادقا مع نفسه متواضع ذو قلب نقي وشفاف دائما ما يتحدث بكلمات بسيطه واضحه وواقعيه ينبض بالحب لأهله ووطنه وأمته العربيه أحزنه موت الزعيم جمال عبدالناصر فخلد ذكراه في نفسه وفي الواقع حيث أعاد تسميه ورشته فأسماها ورشه ناصر للخراطه والتي لاتزال تحمل هذا الإسم حتى يومنا هذا وقد أرتبط أسمه بناصر حتى ظن الكثير من العملاء أن أسم ناصر لمالك الورشه أو أحد أبناءه
رجل الأفكار الجديده والمشاريع النوعيه
ولاده أول قسم في اليمن لصناعه القطع وخراطه المعدات الثقيله
عرف الحاج عبد الرحمن الذبحاني بذكاءه الشديد والخطوات الثابته المدروسه وحبه الشديد للإحتراف والتخصص فبعث في العام 1980م أبنه الأكبر عبدالسلام لدراسه الهندسه الصناعيه في المملكه المتحده والذي أصبح بعد عودته من الدراسه مدير لفرع الورشه في دار سلم وذراعه الأيمن في ككل الأعمال يليه في ترتيب أولاد الحاج الأستاذ عبدالحكيم عبدالرحمن وهو خريج كليه التجاره جامعه صنعاء ويدر جزء من أعمال والده بإحتراف وتمييز لايجاريه فيه إلا أباه كما أن لدى الحاج من الأبناء باترتيب بعد عبدالحكيم خالد عبدالرحمن وهو حاصل على بيك إداره أعمال من الولايات المتحده الأمريكيه وبسام عبدالرحمن حاصل على بكالريوس هندسه صناعيه من جمهوريه مصر العربيه وهما كأخويهم وتجسيد عملي لسيره والدهم الحاج عبدالرحمن الذبحاني في حب العمل والتفاني فيه وماكبه كل جديد ويعمل الأربعه الأخوه بتناغم وحب منقطع النضير وعلى أسس أداريه حديثه مستنده لثروه من الأفكار والتوجيهات والنصائح ظل يغرسها في وجدانهم وعقولهم والدهم منذ نعومه أظافرهم وحتى وفاته رحمه الله وفي العام 1982م أفتتح في دار سلم أول قسم خاص لخراطه المعدات الثقيله وتصنيع القطع وتلبيه حاجات المصانع من القطع التي يكلف إستيرادها على رجال الأعمال وأصحاب المصانع مبالغ ضخمه أنه رجل الأفكار الجديده والمشاريع النوعيه الكبيره والمفيده لعمله والوطن الذي كان الحاج حريصا كل الحرص على توطين الصناعه التحويليه الحقيقيه فيه وإكساب شبابه المهارات الازمه والمواكبه لذلك
المدرسه الأولى في اليمن لتعليم فن الخراطه
أول مركز تدريب في اليمن يحظى بثقه الداخل والخارج
ففي العام 2005م وافقت الحكومه الهولنديه على تمويل مشروع لتأسيس نظام التعليم الفني في اليمن في إطار دعم قدرات التعليم والتدريب الفني فكان أن تم إختيار الورشه الأكثر شهره في الجمهوريه اليمنيه وهي ورشه ناصر للخراطه كشريك وطني في التدريب حيث قامت الورشه بتدريب مئات الشباب اليمنيين ومن مختلف مناطق اليمن ضمن المشروع الهادف لتأهيل الشباب في المناطق النائيه
كما أستوعبت ورشه ناصر للخراطه بفرعيها إضافه لمعارض الذبحاني المنشره في كل من صنعاء وتعز وعدن الكثير من شبان المنطقه وحتى اليوم لاتزال ورشه ناصر الشريك التدريبي للمعاهد الصناعيه في الجمهوريه اليمنيه

عرف الحاج عبدالرحمن الذبحاني بتعاطفه الشديد مع الشباب المكافحون فكانت الورشه والمعارض المكان المناسب للشباب الطامحين والراغبيين في إكتساب مهارات جديده ولم يشترط يوما على أحدهم البقاء الدائم معه فقد كان أكثرهم من الطلبه الدارسين في المعاهد الفنيه وكان يعطيهم الرواتب المجزيه ويتعامل معهم كمحترفين سواء واصلوا العمل معه أوتحولوا لأعمال في ورش أومحلات أخرى يعرف القاصي والداني من المهندسيين أن ورشة ناصر المدرسه الأولى في اليمن لفن الخراطه والمعهد العلمي الذي لا يرد أي طالب علم أومتدرب من أي منطقه في اليمن الحبيب

رجل خير من طراز فريد
الحاج عبدالرحمن الذبحاني من طراز فريد فهو لا يحب الظهور وعلى الرغم من الحضور الواضح عليه إلا أن لديه نكران للذات وتواضع غير مسبوقه عند جميع أقرانه من رجال الأعمال وأبناء جيله
وصفه أمين عام جمعيه ذبحان المهندس شوقي مسعود قائلا أنه رجل الخير الأول والداعم الأكبر لجمعيه ذبحان أحتضن منزله بباب اليمن الكثير من لقاءات الجمعيه والوقفات التضامنيه مع أبناء ذبحان وغيرهم من بقيه المناطق وكان الراحل قد شغل رئاسه جمعيه ذبحان الخيريه من عام 1993م الى عام 1998م وكان قبلها وبعدها وحتى وفاته الأب الأب العطوف والسند القوي للمساكيين من أبناء المنطقه أولكل من يصل إليه طلبا للمساعده أوالمسانده ساء كانت ماديه أومعنويه أو البحث عن العمل فقد أستوعبت الورش التابعه له والمعارض الكثير من الشباب والدارسين بترحاب ولطف لافت
سافر في العام 2005م برفقه شقيقه الأصغر عزالدين أحمد عبدالوهاب لمدينه ميدي لزياره رب عمله السابق الحاج عبدالغني الذي عمل معه في ريعان شبابه وتجشم عناء السفر رغم المشقه وكبر سنه إستجابه لنداء روحه المحبه للجميع والوفيه لكل رفيق ومعلم وصديق